هكذا تحول "شو" الـ"كابرانات" بشأن نزع الملكية إلى "شوهة"

الكاتب : الجريدة24

20 مارس 2024 - 04:00
الخط :

هشام رماح

حبل الكذب قصير، إذ سرعان ما انكشف أن سعار الـ"كابرانات" الذي ظهر عبر بلاغ تنديد غزاء قضية ما بات يعرف بـ"نزع الملكية" لممتلكات سبق ووهبتها المملكة، في عقود سابقة، لجارتها الشرقية، ليس غير محاولة جديدة للركوب على الموجة لمواصلة استعداء المغرب.

وفيما أثار النظام العسكري جعجعة بلا طحين في قضية محسومة، فإن مجلة "Jeune Afrique" الفرنسية، وضعت الأصبع على داء الطغمة الحاكمة في الجزائر، وقد نشرت وثائق عبر عن مراسلات رسمية تحمل ردود القنصلية العامة للجزائر بالدار البيضاء، بشأن إخبار سبق وتوصلت به من المصالح المغربية قبل سنتين خلتا تقريبا.

الوثائق التي كشفتها المجلة الفرنسية، عبر موقعها الإلكتروني، قطعت الشك باليقين، وفضحت اللعبة القذرة التي حاولها الـ"كابرانات"، في بلاغهم الرديء المفتقر لأي أصول أو لياقة دبلوماسية، بأن التمثيلية الدبلوماسية الجزائرية بالمغرب كانت على علم بإجراءات مصادرة المباني العائدة للجزائر.

لكن اللافت، هو الانقلاب الواضح في اللغة التي دبج بها النظام العسكري بلاغه "التنديدي" والذي جاء بمثابة إعلان للحرب، خاصة وأن الوثائق التي نشرتها "Jeune Afrique"، تكشف عن تواصل إلى زمن قريب بين التمثيلية الدبلوماسية الجزائرية والسلطات المغربية، وهو أمر تم بشكل ودي حسب مضامين المراسلات.

وبدا من خلال الوثائق المستعرضة أن السلطات الجزائرية، أحيطت علما بمسطرة نزع الملكية، وقد تم التداول في المراسلات حول تبادل محتمل أو تغيير للمقرات المعنية بالمسطرة التي ارتأى النظام العسكري وأبواقه تسميتها بـ"المصادرة" لتأجيج الوضع والمداراة عما اقترفه الـ"كابرانات" بإخفائهم إحاطتهم علما بهذه المسطرة من قبل السلطات المغربية.

وحسب مضمون المراسلات فإن الدولة الجزائرية، وعبر تمثيليتها الدبلوماسية بالمملكة الشريفة، أفادت بتحريها مسطرة تقييم قيمة العقارات التي هي محل مسطرة نزع الملكية، وعبرت عن استعدادها للتخلي عنها وإخلائها فور الاتفاق حول مبلغ التعويض، غير أن العسكر اختاروا الـ"شو" لكنه تحول إلى "شوهة".

وإذ يفهم أن الضغائن التي يكنها النظام العسكري للمغرب قد تذهب به مذهبا حد تذييل بلاغ أشبه بإعلان حرب، فإن ما لا يستوعب البتة، هو حجم الغباء الذي يعشعش في عقول حكام الجزائر العجائز وقد غاب عن أذهانهم أن المراسلات التي جرى تبادلها لا تزال محفوظة، بمعنى المثل المغربي "بات في الحبس لا تبات في الكناش".

آخر الأخبار