شكايات المواطنين تحرك جماعة الدار البيضاء.. وتعقيم ميداني يستبق حرارة الصيف

في سياق الاستعدادات الموسمية المكثفة التي تشهدها العاصمة الاقتصادية، وجهت عمدة الدار البيضاء، نبيلة الرميلي، دعوة مفتوحة إلى ساكنة المدينة من أجل التبليغ عن أي ملاحظات أو شكايات تتعلق بالنظافة، الصحة والسلامة العمومية، مشددة على ضرورة تحديد المقاطعة والحي المعني لتيسير سرعة التدخل والتتبع.

وتأتي هذه المبادرة، وفقا لما توصلت به الجريدة 24، في إطار استراتيجية الجماعة الرامية إلى تعزيز اليقظة المجتمعية والانفتاح على انتظارات الساكنة، عبر تفعيل منصة التبليغ الرقمية www.chikaya.ma، التي باتت تشكل أداة محورية في رصد الاختلالات وتوجيه فرق التدخل إلى مواقع الإشكالات في الزمن الواقعي.

وفي هذا الصدد، ترأست العمدة الرميلي صباح اليوم اجتماعا تنسيقيا موسعا خصص لمجموعة من المواضيع ذات الأولوية، في ظل اقتراب فصل الصيف وما يرافقه من تحولات على مستوى الضغط البيئي والصحي، حيث تم التداول حول قضايا النظافة، الصحة الحضرية، السلامة العامة والمرافق الصحية، بناء على عدد من الشكايات التي تم رصدها مؤخرا عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

الاجتماع يندرج ضمن مقاربة استباقية لتدبير تداعيات الفصل الحار الذي عادة ما يعرف ارتفاعا في درجات الحرارة وانتشارا أكبر للحشرات والقوارض، مما يفرض تعبئة شاملة وإعادة تحيين للبرامج الميدانية الخاصة بالسلامة والنظافة.

وشهد اللقاء حضور عدد من المسؤولين المحليين، من ضمنهم نائب رئيس المجلس المكلف بقطاع النظافة، نائبة رئيسة المجلس المكلفة بالصحة والسلامة العمومية، ممثلون عن المديرية العامة لمصالح الجماعة، المدير العام لشركة "الدار البيضاء بيئة"، بالإضافة إلى ممثلي الشركتين المفوض لهما تدبير قطاعي النظافة والسلامة الصحية.

وقد شكل هذا الاجتماع مناسبة لتقييم الوضع الراهن وتحديد الأولويات، خاصة في ما يتعلق بخطة محاربة المؤثرات الحيوية التي تشمل مكافحة الحشرات والجرذان وتعقيم شبكات الصرف الصحي، ضمن خطة علمية وتنسيقية تستهدف تعزيز الصحة الحضرية وتقليص الهشاشة البيئية.

ومن المرتقب أن تشمل خطة "صيف 2025" مجموعة من التدابير الميدانية المعززة، أبرزها تكثيف حملات التطهير والتعقيم عبر تراب المقاطعات الست عشرة، وتنظيم تدخلات دقيقة ومستعجلة في ما يُعرف بالنقط السوداء والمجالات الحساسة بيئيا، إلى جانب تخصيص فرق تدخل سريعة للتفاعل مع التبليغات التي ترد عبر المنصة الإلكترونية chikaya.ma، ما يكرس مفهوم التدبير التشاركي والمواطنة البيئية.

ولم تُغفل جماعة الدار البيضاء في خطتها الصيفية، حسب ما توصلت به "الجريدة 24"، الجانب المتعلق بشواطئ المدينة، التي تشهد توافدا كبيرا للمصطافين خلال هذه الفترة من السنة. إذ ستستفيد شواطئ عين الذياب، لالة مريم، ومدام شوال من منظومة نظافة متكاملة تشمل جمع النفايات بشكل مستمر، عمليات تنظيف معمقة، توزيع حاويات إضافية، وتنظيم حملات تحسيسية في صفوف المصطافين.

كما تم إطلاق برنامج خاص بشواطئ سيدي البرنوصي وعين السبع، يرتكز على مقاربة ترابية تشاركية تراعي خصوصيات كل مجال ترابي، وتضمن استدامة الخدمات المقدمة في الفضاءات الساحلية.

ويعكس هذا التحرك الميداني التزام جماعة الدار البيضاء بتجويد مستوى العيش في المدينة، من خلال تعبئة مختلف المتدخلين وفتح قنوات التواصل المباشر مع المواطنين.

كما يؤكد أن مواجهة التحديات الموسمية لا تقتصر على الآليات التقنية، بل تستدعي أيضا انخراطا جماعيا ومواطَنة نشطة تضع النظافة والسلامة في صلب القيم المشتركة بين الإدارة والساكنة.