التفاصيل المثيرة لمحاكمة "السمسار النصاب" قبل النطق بالحكم

قررت المحكمة الإبتدائية بالدارالبيضاء، مساء اليوم الخميس، حجز ملف “سمسار المحاكم”، للتأمل إلى غاية يوم الثلاثاء المقبل.
وفي سابقة من نوعها، نادى قاضي الجلسة، على أقارب المتهمين، من أجل مصافحتهم قبل نقلهم الى سجن عكاشة، بعده حجزه مباشرة للملف، وسط أجواء جد مأثرة بين المعنين بالأمر وعائلاتهم، وهو مشهد أثر في هيئة الدفاع والحضور.
وعرفت جلسة اليوم التي دامت لازيد 6 ساعات حضور عدد مهم من المحامين الذين نصبوا أنفسهم تطوعا للدفاع عن الشرطي (حسن.ج)، الذي يعمل في المحكمة الابتدائية، وكذا المتهمين الثلاثة الآخرين، استمع خلالها القاضي لتصريحات المتهمين التي جاءت متطابقة مع نفس الأقوال التي تضمنتها محاضر الشرطة.
فيما سرد المتهم الرئيسي (عادل. ر) المعروف ب"السمسار النصاب" أمام المحكمة تفاصيل القضية التي انطلقت فصولها من مكالمة أحد الأشخاص له بخصوص اقتراحه لمحامي ينوب عن قريبة له تدعى (ثريا. و) متابعة في قضية نصب، بعدما عمد هذا الأخير لمد رقمه لابنتها(وفاء) التي حددت معه موعدا قبل تقديم والدتها بيوم في مقهى بحي افريقيا، من أجل تعريفه بنوع المتابعة الخاصة بشكايات من ضحتين كانتا قد قدمتها لها 10000 درهم مقابل الهجرة للخليج.
"السمسار النصاب" أشار إلى أنه بعد لقاءه بابنة المعتقلة اتصل بأحد المحامين واخبره بالقضية و بتنازل ضحايا الملف الذي كان معروضا آنذاك على القضاء، منكرا كونه قدم وعودا بخصوص إطلاق سراح المعتقلة، ومصرا على أنه لم يتقاض رشوة وأن المبلغ الذي تلقاه مجرد اتعاب المحامي والكفالة بلغت 15000درهم.
وأورد المتهم الرئيسي في معرض إجابته على أسئلة المحكمة أنه قابل ابنة المعتقلة المذكورة سالفا وزوجة شقيقها ورجل آخر داخل سيارتهم، بالقرب من المحكمة حيث جرى تصويره، اثناء اتصاله بالمعنية بالأمر والتساوم معها حول المبلغ المطلوب لتخفيف العقوبة الحبسية، مردفا أنه بعد الحكم بسنة على المعنية بالامر، قام بارجاع جزء من المبلغ، ووعد بارجاع الباقي إلى ان تفاجئ بانتشار الفيديو من طرف زوجة شقيق المعتقلة.
وفي المقابل أبرز القاضي خلال الجلسة وهو يطرح الأسئلة على " السمسار" تناقض تصريحاته عكس ما جاء في مقطع الفيديو التي تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي، موضحا أن ما جاء فيه عكس ما يدلى به المتهم الذي غير أقواله تملصا من المحاسبة، مشيرا إلى ان جميع المغاربة فهموا مضمون الفيديو عكس هذا الأخير الذي لم لا تربطه صلة لا بجهاز القضاء ولا بهىئة المحاماة.
ومن جهته، نفى المتهم المسمى(حميد.ز) المتابع بتهمة المشاركة بالنصب أمام المحكمة علاقته بقضية المعتقلة التي سلمت المال لصديقه "السمسار" من أجل تخفيف الحكم القضائي، متشبتا بنفس الأقوال التي أدلى بها في السابق.
كما أكد الشرطي المتهم باعطاء هاتفه للمعنية التي كانت رهن الاعتقال الاحتياطي أن المتهم الرئيسي سبق واتصل به بخصوص إحدى السيدات التي ادعى أنه قريبها، مشددا على انه لم يكن يعلم بموضوع الاتفاق ولا النصب عندما قام باعارة هاتفه للضنينة.
وبخصوص المتهم الرابع (رضوان. د) الذي يعمل موظفا أمنيا اكد ان العلاقة التي كانت تربطه بالمشتبه به الرئيسي مجرد صداقة، مفندا نصحه لهذا الأخير بالاختفاء عن الأنظار بعد إطلاعه على الشريط، ومؤكدا على أن لقاءه به كان من أجل قضية أخرى لها علاقة بشيك مودع عند احد العدول، في حين اعترف انه نصح (عادل. ر) بتسجيل شكاية ضد ابنة المعتقلة المسماة وفاء على خلفية التشهير.
وكانت التحقيقات التي باشرتها النيابة العامة لدى المحكمة الابتدائية الزجرية بالبيضاء، عقب انتشار فيديو من بات يسمى بـ”سمسار القضاء”، قد اسفرت عن إيقاف اربعة اشخاص من بينهم رجلي أمن، وذلك للاشتباه في تورطهم إلى جانب المتورط الرئيسي في هاته القضية.