هل فعلا يستهدف "القاسم الانتخابي" حزب العدالة والتنمية؟

الكاتب : الجريدة24

21 أكتوبر 2020 - 11:40
الخط :

ما الذي يخفيه النقاش السياسي الدائر حاليا حول القاسم الانتخابي؟ وهل فعلا يستهدف تقليص حجم حزب العدالة والتنمية المتصدر للمشهد السياسي، حتى لا يكتسح من جديد نتائج انتخابات 2021؟

لفهم حقيقي لما يجري، ينبغي التمييز بين ما يجري في صالونات السياسة المغلقة التي يبقى هدفها الأساسي هو خدمة أجندة لمن ينشط تلك الصالونات، وبين إرادة الدولة المغربية التي عمادها العمل المؤسساتي القائم على المصلحة العليا للمغرب وعموم المغاربة.

واهم من يعتقد أن الدولة المغربية كجهاز إداري وضمير للأمة، اتخذت قرارا بتنحية هذا الحزب أو ذاك، وبالتالي فانه لا رجوع عن قرار الإرادة الشعبية، واحترام الاختيار الديمقراطي. وان من سيتصدر المشهد السياسي في انتخابات 2021 هو من سيصوت عليه المغاربة.

أما بخصوص النقاش الدائر حاليا حول تغير طريقة احتساب الأصوات المعبر عنها، ما إذا كانت ستعتمد معاير عدد المصوتين او مجموع الناخبين، فهو نقاش صحي وضروري ، لماذا؟

أولا هذا النقاش أملاه تطور العملية الديمقراطية بالمغرب، والفاعلون السياسيون يبقى من حقهم تجديد النقاش وعدم الارتكان إلى نفس الممارسات السابقة.

ثم انه لا يعقل أن يتم تغافل أصوات المغاربة المسجلين في اللوائح الانتخابية،  والذين اختار وان يعبروا عن رأيهم بشكل سلبي بعدم المشاركة.

وبالتالي فان تطور النقاش بالمغرب بخصوص طريقة إجراء الانتخابات والتي توقفت حاليا عند نقطة " القاسم الانتخابي" هو نقاش صحي، ومن صميم العمل الديمقراطي، الذي يحترم المشارك والمقاطع.

كما ان نقاش " القاسم الانتخابي" من شأنه أن يعيد التوازن إلى المشهد السياسي بالمغرب ، بإعادة الاعتبار لصوت الناخب سواء صوت أو قاطع.

لا يعقل أن يتم تغافل أصوات ملايين المغاربة، ممن اختاروا أسلوب المقاطعة كتعبير عن عدم رضاهم على مستوى المرشحين. كما لا يعقل أن يستغل أي حزب مهمين العزوف الحالي لتكريس تصدره للمشهد السياسي عن طريق استغلال ثغرة المصوتين بالسلب.

كما ان نقاش" القاسم الانتخابي" لا ينبغي استثماره من قبل أي من الفاعلين سواء كانوا إعلاميين او سياسيين، لترويج لبضاعة " مزيفة" قوامها أن جزءا من الدولة غير راغب في استمرار البيجيدي في تصدر المشهد السياسي بعد محطة 2021.

الدولة المغربية اختارت عن قناعة، وليس تحت أي ظرف دولي أو إقليمي، احترام الإرادة الشعبية وصوت الناخبين، وما على أي فاعل سياسي يريد تدبير شؤون المغاربة عن طريق رئاسة الحكومة، إلا أن يشمر على ساعديه ويقنع المغاربة بأنه الأجدر بنيل ثقتهم.

آخر الأخبار