بلكوش: الحق في التنمية لم يصل إلى المستوى المنشود بالمنطقة المغاربية

الكاتب : الجريدة24

02 مارس 2024 - 10:00
الخط :

شدد المشاركون في الندوة المنظمة على هامش الدورة 55 لمجلس حقوق الإنسان بجنيف، حول الحق في التنمية وقضايا الأمن والاستقرار ببلدان المغرب وشريط الساحل، على ضرورة جعل الإنسان الإفريقي في صلب السياسات العمومية المعنية بالتنمية، للخروج من دوامة المشاكل التي تعاني منها المنطقة، والتي تتزاوج فيها الإكراهات الأمنية بالاقتصادية، لتعصف بحق نسبة كبيرة من الشعوب في التنمية.

وأكدت عائشة الدويهي، مسيرة الندوة، ورئيسة مرصد جنيف الدولي لحقوق الإنسان، على أن حماية حقوق الإنسان تتطلب "ضمان العيش الكريم، من خلال ضمان الحق في التنمية، في ظل ظرفية عصيبة تتنامى فيها الحروب ويغيب فيها الحوار".

وبحسب الورقة المؤطرة للندوة، فالحق في التنمية كمبدأ معترف به دوليا، يؤكد على حق الأفراد والشعوب في المشاركة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية لبلدانهم. ويعتبر هذا الحق جزءًا من الحقوق الإنسانية التي تم التأكيد عليها في العديد من المواثيق والاتفاقيات الدولية، مثل الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والعهد الدولي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.

ورسم الحبيب بلكوش، رئيس مركز دراسات حقوق الإنسان والديمقراطية، صورة عن الحق في التنمية بالمنطقة المغاربية، التي لم تصل بعد إلى المستوى المنشود من قبل الشعوب، برغم إمكانياتها الاقتصادية الضخمة، وفرص التكامل الكبيرة، إلا أنها مازالت تعيش "أوضاعا كارثية تهدد بنسف المجتمعات". ولم يفلح التغيير السياسي الذي حملته رياح ثورة الياسمين في تغيير الصورة نحول الأفضل، بحسب الخبير الحقوقي، بل حولت الأوضاع إلى "كابوس يخيم على مناحي الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية في عدد من دول المنطقة المغاربية".

وأشاد الحبيب بلكوش بالتجربة المغربية في المنطقة، والتي استطاعت "تحقيق تراكم كمي ونوعي في ظل استمرار النظام"، مع الحرص على "إدخال التحسينات اللازمة وإجراء المصالحة مع الفرقاء السياسيين، والعمل على النهوض بأوضاع النساء والفئات المهمشة". ومكنت المجهودات المبذولة على مستوى المملكة المغربية بحسب رئيس مركز دراسات حقوق الإنسان والديمقراطية، من "ضمان تطور النسيج الاقتصادي والاجتماعي عبر التراكم"، غير أن ذلك لا يمكن أن يغفل عن النقائص التي مازالت منتشرة، والتي أجملها بلكوش في "ضعف الفاعل السياسي، والجوار الصعب الذي تتواجد فيه المملكة، في إشارة إلى الجارة الجزائر، التي عملت على عرقلة مشروع الاندماج، من خلال إغلاق الحدود ووقف أنبوب الغاز المار من المملكة صوب إسبانيا".

وبرغم كل الصعوبات التي تعاني منها المنطقة، يشدد بلكوش على ضرورة مواصلة العمل من أجل "حكامة ديمقراطية تعطب الأمل للأجيال القادمة".

آخر الأخبار