تتجه جماعة الدار البيضاء نحو تسريع وتيرة نزع الملكيات العقارية، في خطوة تثير جدلاً واسعًا حول مدى شفافيتها ومدى استفادة المدينة وسكانها من هذه العمليات.
وتأتي هذه الإجراءات في إطار خطة شاملة لتحديث المدينة وتحسين بنيتها التحتية، عبر مشاريع عمومية كبرى تشمل إنشاء ساحات عامة، مرائب تحت أرضية، ومرافق رياضية وتجارية، إلا أن الجدل يظل قائمًا بشأن آليات تنفيذ هذه المشاريع وطريقة تدبير العقارات الجماعية.
في هذا السياق، يستعد مجلس جماعة الدار البيضاء لعقد الجلسة الثانية من دورته العادية لشهر فبراير 2025، يوم الاثنين 17 فبراير.
وتعد هذه الجلسة محطة هامة بالنظر إلى الملفات المطروحة، حيث يتضمن جدول أعمالها 112 نقطة تتعلق بتدبير الممتلكات الجماعية، وعقود التفويت، إضافة إلى ملفات أخرى تخص تدبير المرافق العمومية.
من بين النقاط الأكثر إثارة للنقاش، نجد تفويت مجموعة من العقارات المملوكة للجماعة، سواء عن طريق المزايدة العمومية لفائدة الخواص أو لفائدة الأملاك المخزنية.
وتتوزع هذه العقارات على مناطق متعددة مثل مولاي رشيد، سيدي بليوط، والمعاريف، وهو ما يطرح تساؤلات حول مدى استفادة المدينة من هذه العمليات، لا سيما في ظل الحديث عن تفويت عقارات كبرى بمساحات واسعة، مثل قطعة أرضية بمساحة 4745 مترًا مربعًا سيتم تفويتها لأملاك الدولة.
ويتجه المجلس لدراسة والتصويت على القيمة العقارية المقترحة من طرف اللجنة الإدارية للتقييم قصد التفويت بالتراضي لجزء من القطعة الأرضية غير قابلة للبناء ذات الرسم العقاري عدد 182237/12 في ملكية جماعة الدار البيضاء مساحته 273 متر مربع قصد دمجه في الرسم العقاري المجاور عدد 250421/12 في ملكية شكير بنيس، بتراب مقاطعة مولاي رشيد.
كنا سيتم دراسة والتصويت على مشروع دفتر التحملات المحدد لشروط التفويت بالتراضي لجزء من القطعة الأرضية غير القابلة للبناء ذات الرسم العقاري عدد 182237/12 في ملكية جماعة الدار البيضاء مساحته 273 متر مربع قصد دمجه في الرسم العقاري المجاور عدد 250421/12 في ملكية شكير بنيس، بتراب مقاطعة مولاي رشيد.
مع الدراسة والتصويت على نزع ملكية جزء من القطعة الأرضية ذات الرسم العقاري عدد 80632/س لإحداث طريق التهيئة المرموز لهاب MR 66 بتصميم التهيئة لمولاي رشيد بتراب مقاطعة مولاي رشيد.
وستقوم عمدة الدار البيضاء نبيلة الرميلي خلال أشغال الجلسة، بمناقشة القيمة الكرائية المحددة من طرف اللجنة الإدارية للخبرة لكراء جزء من القطعة الأرضية بمنطقة الحنطات ذات الرسمين العقاريين 24598/س و167112/12، والمصادقة عليها من أجل إحداث وتطوير قطب لترحيل الخدمات بتراب مقاطعة سيدي عثمان.
كما ستتجه لدراسة والتصويت على مشروع دفتر التحملات المتعلق بكراء جزء من القطعة الأرضية بمنطقة الحنطات ذات الرسمين العقاريين 24598/س و167112/12 من أجل إحداث وتطوير قطب لترحيل الخدمات بتراب مقاطعة سيدي عثمان.
ونفس الأمر يتعلق بعقد كراء جزء من القطعة الأرضية الحنطات ذات الرسمين العقاريين 24598/س و167112/12بين جماعة الدار البيضاء وصندوق الإيداع والتدبير (إيوان) من أجل إحداث وتطوير قطب لترحيل الخدمات بتراب مقاطعة سيدي عثمان.
مع الدراسة والتصويت على القيمة العقارية المقترحة من طرف اللجنة الإدارية للتقييم للقطع الأرضية ذات الرسوم العقارية عدد 19103/س، عدد 2379/49 عدد 2380/49 عدد 2381/49 عدد 2382/49 عدد 2383/49 عدد 546/49 عدد 579/49 عدد 544/ 49 ومطلب عدد 6095/د مطلب عدد 25545/س مطلب عدد 27687/س في ملكية الخواص لإنجاز ملاعب القرب ومساحات خضراء بمقاطعتي مولاي رشيد وسيدي عثمان.
ودراسة والتصويت على التفويت بواسطة المزايدة العمومية للقطعة الأرضية ذات الرسم العقاري عدد 2433/س في ملكية جماعة الدار البيضاء، بتراب مقاطعة سيدي بليوط.
بالإضافة إلى مسألة التصويت على التفويت بواسطة المزايدة العمومية لجزء من القطعة الأرضية ذات الرسم العقاري عدد 24024/س في ملكية جماعة الدار البيضاء مساحته حوالي 278 متر مربع، بتراب مقاطعة سيدي بليوط.
وسيقوم المجلس أيضا بالتصويت على الثمن الافتتاحي للتفويت بواسطة المزايدة العمومية لجزء من القطعة الأرضية ذات الرسم العقاري عدد 24024/س في ملكية جماعة الدار البيضاء مساحته حوالي 278 متر مربع، بتراب مقاطعة سيدي بليوط.
كما سيتم التصويت على التفويت بواسطة المزايدة العمومية لجزء من القطعة الأرضية ذات الرسم العقاري عدد 382/د في ملكية جماعة الدار البيضاء، بتراب مقاطعة سيدي بليوط، بالإضافة إلى تحديد الثمن الافتتاحي.
وسيقوم المجلس بالتصويت على التفويت بالتراضي لجزء من القطعة الأرضية غير القابلة للبناء ذات الرسم العقاري عدد 35816/س في ملكية جماعة الدار البيضاء، مساحته 77 متر مربع قصد دمجه بالرسم العقاري المجاور 3964/34 في ملكية الخواص، بتراب مقاطعة المعاريف.
مع التصويت كذلك على القيمة العقارية المقترحة من طرف اللجنة الإدارية للتقييم قصد التفويت بالتراضي لجزء من القطعة الأرضية غير القابلة للبناء ذات الرسم العقاري عدد 35816/س في ملكية جماعة الدار البيضاء، مساحته 77 متر مربع قصد دمجه بالرسم العقاري المجاور 3964/34 في ملكية الخواص، بتراب مقاطعة المعاريف.
. الدراسة والتصويت على مشروع دفتر التحملات المحدد لشروط التفويت بالتراضي للقطعة الأرضية ذات الرسم العقاري عدد 18682//س مساحتها 4745 متر مربع في ملكية جماعة الدار البيضاء قصد تفويتها بالتراضي لأملاك الدولة بتراب مقاطعة المعاريف.
ونفس الأمر يتعلق بجزء من القطعة الأرضية ذات الرسم العقاري 98720/س P2 مساحته 215 مترا مربعا من بقايا الطرق، وذلك لدمجه في الرسم العقاري عدد 2211/س في ملكية السيد اليوسفي ومن معه والواقعة في شارع عبد المومن مع مراعاة حق الشفعة للمجاورين بتراب مقاطعة المعاريف.
الجدل الأكبر يتركز حول تفويت العقارات بالتراضي، حيث يعبر بعض أعضاء المعارضة عن مخاوفهم من أن هذه العمليات قد تتم بطريقة تفتقر إلى الشفافية، مما قد يفتح المجال أمام صفقات تخدم مصالح فئات معينة على حساب الصالح العام.
كما أن هذه العقارات، التي غالبًا ما تكون في مواقع استراتيجية، يتم تفويتها بأسعار يراها البعض غير متناسبة مع قيمتها السوقية الحقيقية.
خلال الجلسة الأولى للدورة العادية لمجلس جماعة الدارالبيضاء لشهر فبراير الجاري، وجه أعضاء من المعارضة انتقادات حادة للمجلس الجماعي الحالي، متهمين إياه بعدم تقديم معلومات دقيقة حول معايير وإجراءات التفويت.
وأشار عبد الصمد حيكر، رئيس فريق العدالة والتنمية بالمجلس، إلى أن جدول الأعمال يعرض هذه التفويتات بصيغ عامة ومبهمة، دون تحديد المواقع الدقيقة للعقارات أو الجهات المستفيدة منها، مما يفتح الباب أمام احتمالات وجود انتقائية في توزيع هذه الأملاك.
وأضاف أن هذه التفويتات غالبًا ما تكون موجهة لفائدة جهات معينة، مما يثير المخاوف بشأن استغلال الممتلكات الجماعية لخدمة مصالح محددة، بدلًا من توظيفها في مشاريع تعود بالنفع على ساكنة الدار البيضاء.
في المقابل، تدافع الأغلبية المسيرة عن هذه التفويتات باعتبارها ضرورية لتنفيذ مشاريع تنموية، مؤكدين أن جميع العمليات تتم وفق القوانين الجاري بها العمل، وبناءً على تقييمات رسمية لقيمة العقارات.
وتؤكد رئيسة المجلس، نبيلة الرميلي، أن الجماعة ملتزمة بتوجيه العقارات الجماعية نحو مشاريع تخدم المصلحة العامة، مثل إحداث مرافق جديدة، وتحسين البنية التحتية.
مع استمرار هذه التفويتات، يظل التساؤل قائمًا حول مستقبل العقارات الجماعية بمدينة الدار البيضاء، ومدى تحقيقها للتنمية المستدامة والعدالة المجالية، في ظل مطالب متزايدة بضرورة تعزيز الشفافية وضمان توجيه الممتلكات الجماعية لخدمة المواطنين، بدلًا من أن تتحول إلى صفقات مشبوهة يستفيد منها القليل على حساب الصالح العام.