اليمين المتطرف يجتاح أوربا.. ودول الاتحاد تمر بتحولات خطيرة

الكاتب : وكالات

27 مايو 2019 - 04:00
الخط :

كشفت النتائج الأولية لانتخابات البرلمان الأوروبي, التي انطلقت الخميس الماضي و انتهت أمس الأحد, أن الأحزاب اليمينية المتطرفة, قد حققت تقدما ملحوظا حيث ستحصل على 121 مقعدا في البرلمان الجديد بدل 99, أي ما يعادل 20 بالمائة من مجمل مقاعد البرلمان. كما حققت مجموعة "الخضر" تقدما جيدا, إذ سيصبح لديها 67 مقعدا بدل 52, ولكن هذا التقدم كان هو الآخر أقل من المتوقع.

واشارت نتائج الانتخابات الأوروبية إلى أن عهد هيمنة مجموعتي الديمقراطيين المسيحيين والاشتراكيين الديمقراطيين على الجهاز التشريعي قد انتهى بعد أن استمرت عقودا.

وستحصل هاتان المجموعتان على 324 مقعدا في البرلمان القادم مقابل 376 المطلوبة للتمتع بالأغلبية المطلقة, من أصل 751 من أعضاء البرلمان الأوروبي.

وكانت استطلاعات الرأي قد أشارت إلى أن تيارات "اليمين المتطرف" قد تتوصل إلى الحصول على 200 مقعد في البرلمان الجديد.

وتعمل هذه التيارات بشكل متفرق حتى الآن, إما ضمن مجموعة القوميين, أو ضمن مجموعات تقليدية أو على شكل مستقلين.

ومن هذه المجموعات التجمع الوطني في فرنسا بزعامة مارين لوبن, وحزب الرابطة في إيطاليا بزعامة ماتيو سالفيني, وحزب رئيس الوزراء الهنغاري فيكتور أوربان.

وأعلن جوزيف دول زعيم حزب الشعب الأوروبي أن مجموعة "يمين الوسط" في البرلمان الأوروبي ستصر على تولي مرشحها الأساسي, مانفريد فيبر, لرئاسة المفوضية الأوروبية.

وبموجب ما يسمى عملية الـ"سبيتزنكانديدات", يفترض بالبرلمانيين الأوروبيين أن يصوتوا لدعم المرشح الرئيسي المتصدر لأكبر مجموعة سياسية تنبثق عن الانتخابات من أجل قيادة المفوضية التي تعد الذارع التنفيذية للاتحاد.

لكن وفق المعاهدة الأوروبية فإن مهمة ترشيح مسؤول للمنصب الأول في بروكسل يقع على عاتق المجلس الأوروبي, أي قادة الدول الـ28 الأعضاء في الاتحاد الذين يعارض العديد منهم النظام البرلماني.

وقال نائب رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الاتحاد الروسي (الغرفة العليا للبرلمان) ، أندريه كليموف،اليوم الاثنين، إن الزيادة في نسبة المشاركة في الانتخابات البرلمانية الأوروبية لا تشير إلى شعبية الاتحاد الأوروبي بين مواطني دول أعضاء المنتظم .

ورأى كليموف ،خلال مائدة مستديرة ، أن " الاتحاد الأوروبي يمر الآن بتحولات خطيرة للغاية، وقد أظهرت هذه الانتخابات ،بحد ذاتها على الأقل ،أن الإقبال قد زاد بشكل كبير ،و أن هذا الإقبال لا يعبر بأي حال من الأحوال بأن الاتحاد الأوروبي أصبح أكثر شعبية "،موضحا في هذا الاطار أن "هذا الاقبال يتحدث فقط عن أن عددا من المجموعات الاجتماعية، و السياسيين، قاموا بتحفيز نسبة المشاركة من أجل التمكن من مناهضة الاتحاد الأوروبي من الداخل، وهم لا يخفوا ذلك".

وبالنسبة لموقف روسيا من الانتخابات، أبرز كليموف أن " التغيير في تكوين البرلمان الأوروبي، سيظهر مع الهياكل التي سيتم اختيارها ، وأن الحديث يدور هنا عن قيادة المفوضية الأوروبية والهيئات والمؤسسات الأخرى التي سيشكلها الاتحاد الأوروبي، ويمكن أن تسمح باستئناف الحوار البناء".

يشار الى أنه وللمرة الأولى في الانتخابات الأوروبية، سيفشل حزب الشعب الأوروبي ( يمين الوسط) والتحالف الديمقراطي للاشتراكيين والديمقراطيين ( يسار الوسط) في انتزاع الأغلبية لتشكيل ائتلاف حاكم، بحسب النتائج. بينما الأحزاب الخضراء حققت نتيجة إيجابية خصوصا في ألمانيا وإيرلندا، فيما تتحدث أوساط أوروبية عن خرق سجلته الأحزاب ذات النزعة "الأيكولوجية على الساحة السياسية".

وتشير الأرقام إلى أن نسبة المشاركة في الانتخابات الأوروبية هي الأعلى منذ عشرين سنة حيث بلغ معدلها 51 بالمئة.

وتنتخب جميع الدول الـ28 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي أعضاء البرلمان الأوروبي، البالغ عددهم 751 عضوا. ويمثل البرلمان مع مجلس الاتحاد الأوروبي، الذي يتشكل من وزراء حكومات الدول الأعضاء، السلطة التشريعية للاتحاد.

دولية