رحاب: هكذا وجدت نفسي في برنامج يدار من طرف زميلة منحازة

الكاتب : انس شريد

13 أغسطس 2020 - 07:47
الخط :

حنان رحاب

أنا ابنة شرعية لهذه المهنة، مهنة الصحافة، وأفهم جيدا ما الذي تعنيه المهنية في التعاطي الإعلامي كما أفهم جيدا أخلاقيات العمل الصحافي، بعيدا عن تصور مراكز النفوذ سواء السياسي أو المالي لها من جهة، ومن جهة ثانية بعيدة عن تصور بعض "الفاعلين السياسيين" الذين يحاولون إلباس أجنداتهم وليس مواقفهم لبوسا سياسويا.. النضال من أجل حرية الرأي والتعبير هو نضال ميداني دون انتقائية في التعاطي مع الملفات كما هو الشأن بالنسبة الى التعاطي مع ملفات التشهير بمختلف الفاعلين عبر وسائل الإعلام، فهل أحتاج إلى التذكير بمواقفي في هذا الشأن؟ هل أحتاج إلى التذكير مثلا -مثلا- أنني عبرت عن تضامني على الهواء مباشرة مع الزميل حميد المهداوي في قناة وطنية لأنني أؤمن أن النضال يتم في البلاد؟ لا أعتقد أنني في حاجة إلى ذلك فزملائي وزميلاتي، منهم ومنهن خصومي الشرفاء يعلمون بذلك.

هذه وجهة نظري، التي حاولت التعبير عنها عبر قناة فرانس 24 في البرنامج الذي جمعني مع الاستاذ والفاعل الحقوقي المحترم السيد خالد البكاري. وهو البرنامج الذي قبلت المشاركة فيه لأنني لا أحبذ سياسة الكرسي الفارغ خصوصا لمن يعتبرون أن رفض المشاركة هو انتصار لهم ولأطروحاتهم، لكن وجدت نفسي في برنامج يدار من طرف زميلة منحازة بشكل فج ضد وجهة نظري.

مع كامل الاحترام لعدد من الزميلات والزملاء في قناة فرانس 24 الذين يديرون حواراتهم بأسلوب مهني عالي، لكن لم يعد يخفى أن البعض منهم ومن بينهم الزميلة التي سيرت فقرة وجها لوجه يوم أمس، يسيرون حواراتهم بعيدا عن معايير المهنية والأخلاقية ويعبرون بشكل واضح عن انحياز لطرف ضد آخر، فعندما يكون الضيف مع الجهة التي يتبنون مواقفها يبادرون إلى طرح أسئلة مفتوحة غير محرجة وعندما يتعلق الأمر بشخص لا يقاسمهم وجهة نظرهم تحضر الأسئلة المحرجة -وهذا حقهم ولكن دون انتقائية-، ولا تحتاج إلى مجهود كبير لكي نخلص إلى هذه الخلاصة، بل يمكن لأي بحث إجازة يحلل مضمون ما ينتجه هؤلاء في قناة فرانس 24 أو ما تنتجه قناة فرانس 24 نفسها، إلى أن يخلص بشكل علمي وبالارقام إلى أن معايير التوازن والحياد والموضوعية تغيب في تغطيات القناة للشأن المغربي.

ومع الأسف، هناك من مازال يرى المغرب من فوق برجه العاجي، ويحاول دائما أن يرانا متخلفين خدمة لأجندات لا نعلم من يحركها، في حين أن الأمر لا يتعدى كوننا بلدا يعرف إشكاليات مرتبطة بمجالات متعددة ومن بينها حرية الإعلام، إشكاليات تعالج في إطار حوار وطني بناء ومسؤول، نرصد من خلاله التجاوزات والانتهاكات على جميع المستويات القانونية والحقوقية وواقع الممارسة دون أي انتقاء ونعمل على محاربتها والحد منها في المستقبل، قد نختلف في بعض التفاصيل وهذا أمر عادي ولكنه اختلاف يجب أن يكون مؤسسا وبناء على منهجية، وليس عبر شعارات جوفاء وخطابات رنانة لا تساهم أبدا في الوصول إلى أي حل يذكر وإنما يعقده.

آخر الأخبار