مع اقتراب الدخول المدرسي..مخاوف من تحول الأطفال لنقطة انطلاق موجة جديدة لكورونا

الكاتب : وكالات

18 أغسطس 2020 - 10:05
الخط :

مع اقتراب العودة للمدارس، كيف سيتم التعامل في ظل المخاوف من فيروس كورونا المستجد؟ وكيف ستتعامل الإدارات التعليمية مع مخاطر تفشي الفيروس؟ وهل سيصبح الأطفال نقطة انطلاق لموجة جديدة من الإصابات بكوفيد-19؟

وفقا لمنشور من منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) بعنوان "كيف ستكون العودة إلى المدرسة في ظل جائحة كوفيد-19؟"، فإنه نظرا لصعوبة الأوضاع وتنوعها في جميع أنحاء العالم، تخوض البلدان المختلفة حاليا في مراحل مختلفة من حيث كيفية التخطيط لإعادة فتح المدارس وتوقيت ذلك. وعادة ما تُتخذ هذه القرارات من قبل الحكومات الوطنية أو حكومات الولايات، وغالبا عبر حوار مع السلطات الصحية.

وتضيف اليونيسف أنه ينبغي ألا يعاد فتح المدارس إلا عندما تكون آمنة للطلاب. ومن المرجح أن تبدو العودة إلى المدارس مختلفة قليلا عما اعتادت عليه وما اعتاد عليه طفلك في السابق.

ومن المحتمل أن تفتح المدارس لمدة من الوقت، ثم يصدر قرار بإغلاقها من جديد مؤقتا، وذلك اعتمادا على السياق المحلي. وبسبب التطور المستمر للوضع، سيتعين على السلطات أن تتحلى بالمرونة وأن تكون مستعدة للتكيف من أجل التحقق من سلامة كل طفل.

أثارت دراسة صغيرة نشرت في يوليو الماضي مخاوف جديدة، إذ أظهرت وجود كميات كبيرة من فيروس كورونا في الجهاز التنفسي العلوي لدى الأطفال دون سن الخامسة، وهو ما يثير تساؤلات جديدة بشأن ما إذا كان الأطفال يمكنهم نقل العدوى للآخرين.

والبيانات بشأن كون الأطفال مصادر لنقل العدوى بفيروس كورونا ضئيلة، ولم تجد التقارير المبكرة أدلة قوية على كون الأطفال مساهمين رئيسيين في نشر الفيروس المميت.

وقال الباحثون، الذين نشروا الدراسة في دورية جاما لطب الأطفال ونقلتها وكالة رويترز، إن فهم احتمال نقل الأطفال للعدوى سيكون أساسيا في عملية تطوير إرشادات الصحة العامة.

وقام فريق بحثي من مستشفى آن أند روبرت إتش. لوري (Ann and Robert H. Lurie) وجامعة نورث وسترن (Northwestern University) في الفترة بين 23 مارس/آذار و27 أبريل/نيسان 2020 باختبار مسحات من المرضى الداخليين والخارجيين وقسم الطوارئ ومواقع أخذ المسحات من قائدي السيارة في شيكاغو بولاية إلينوي.

وتضمنت الدراسة 145 شخصا، أعمارهم بين شهر واحد و65 عاما، وتتراوح إصاباتهم بمرض كوفيد-19 من خفيفة إلى متوسطة، وتمت دراستهم في ثلاث مجموعات: الأطفال الذين تقل أعمارهم عن خمس سنوات، والأطفال من 5 إلى 17 عاما، والبالغون من 18 إلى 65 سنة.

وتشير تحاليلهم إلى أن الأطفال الصغار كان لديهم كميات من الفيروس في الجهاز التنفسي العلوي تزيد عن البالغين بما يتراوح بين 10 أمثال إلى 100 مثل.

وتوصلت الدراسة إلى أن كميات الفيروس لدى الأطفال الأكبر سنا المصابين بمرض كوفيد-19 مماثلة للمستويات لدى البالغين. ووجدت هذه الدراسة كميات أكبر من الحمض النووي الفيروسي، وهي الرموز الوراثية للبروتينات لإنتاج فيروسات جديدة، في الأطفال دون سن الخامسة.

أمر آخر يعقّد من موضوع عودة الأطفال للمدارس هو الافتقار لمرافق غسل الأيدي، إذ ذكرت وكالات الأمم المتحدة يوم 13 أغسطس/آب الجاري أن نحو 820 مليون طفل حول العالم يفتقرون إلى مرافق غسل الأيدي في المدارس، مما يزيد خطر العدوى بفيروس كورونا.

وجاء في تقرير لمنظمة الصحة العالمية ومنظمة اليونيسف أن مدرستين من بين 5 مدارس لا توفران للأطفال الصابون والمياه.

ووجدت الدراسة أنه في الدول الأكثر فقرا، تفتقر 7 مدارس من أصل 10 مدارس إلى منشآت غسل الأيدي، ونصفها لا يحتوي على مرافق الصرف الصحي الأساسية وخدمات المياه.

وأكثر من ثلث نحو 818 مليون طفل يفتقرون إلى تلك المرافق الأساسية من أفريقيا جنوب الصحراء.

وقال رئيس منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس في بيان صحفي "توفير المياه والصرف الصحي وخدمات النظافة الشخصية ضروري للوقاية الفعالة والسيطرة في جميع الأماكن بما في ذلك المدارس".

وأضاف "يجب أن يكون هذا التركيز الرئيسي للإستراتيجيات الحكومية لإعادة فتح المدارس وتشغيلها بشكل آمن أثناء تفشي جائحة كورونا العالمية".

وأفادت الأمم المتحدة بأن تفشي فيروس كورونا تسبب في أكبر عرقلة للتعليم على الإطلاق، حيث أثر على نحو 1.6 مليار طالب في أكثر من 160 دولة.

في تصريحات يوم 13 غشت الجاري، أعربت وزيرة الأسرة الألمانية فرانتسيسكا جيفي عن اعتقادها بأن إغلاق المدارس سيكون الوسيلة الأخيرة في مكافحة وباء كورونا.

وقالت جيفي "هذا ليس موقفا هينا بالنسبة لأولياء الأمور ولا للتلاميذ ولا للمدرسين، ونحن نسعى لتجنبه تحت أي ظرف".

وأضافت الوزيرة أنه "لهذا السبب فإنه من الضروري أيضا أن يتم تنفيذ تدابير النظافة الصحية في المدارس ودور الحضانة، مع الحفاظ على التهوية المنتظمة وتتبع سلسلة العدوى بشكل سريع جدا".

ورأت جيفي أنه إذا تطلب الأمر إغلاقا، فلا ينبغي أن يكون ذلك على نطاق واسع، بل على حسب كل إقليم ومنطقة، مشيرة إلى أن البت في هذا مرهون بالموقف وتطور العدوى.

وأكدت جيفي على أهمية أن يتاح لفرق التدريس والعاملين في الحضانات فرص إجراء اختبار الكشف عن كورونا وتمويل هذه الاختبارات.

وقالت إن كل واحد عليه مسؤولية، "وهذا يعني أن الطفل الذي يعاني من ارتفاع درجة الحرارة، يجب أن يبقى في المنزل".

وتقدم اليونيسف مجموعة من الاحتياطات التي يتعين على المدارس اتخاذها لمنع انتشار فيروس كوفيد-19:

يجب أن تكون إعادة فتح المدارس متسقة مع الاستجابة الصحية العامة لكوفيد-19 في البلد المعني، وذلك لحماية الطلاب والموظفين والمعلمين وأسرهم.

التدرج في بدء اليوم الدراسي وإنهائه، بحيث يبدأ وينتهي في أوقات مختلفة لمجموعات مختلفة من الطلاب.

التدرج في أوقات تناول الوجبات.

نقل الصفوف إلى أماكن مؤقتة أو إلى خارج المبنى.

تنظيم دوام المدارس على فترات بغية تقليص عدد الطلاب في الصفوف.

ستكون مرافق المياه والنظافة الصحية جزءا حاسم الأهمية من إعادة فتح المدارس على نحو آمن. ويجب على الإداريين استغلال الفرص لتحسين إجراءات النظافة الصحية، بما في ذلك غسل اليدين والآداب التنفسية (أي احتواء السعال والعطس بالذراع بعد ثني الكوع)، وإجراءات التباعد الاجتماعي، وإجراءات تنظيف المرافق والممارسات الآمنة لإعداد الأغذية.

وينبغي أيضا تدريب الموظفين الإداريين والمعلمين على ممارسات التباعد الاجتماعي وممارسات النظافة الصحية في المدرسة.

آخر الأخبار