مصنعو مصبرات الأسماك يدقون ناقوس الخطر: نحن أمام أزمة غير مسبوقة

الكاتب : الجريدة24

11 أكتوبر 2021 - 01:16
الخط :

يواجه مصنعو مصبّرات الأسماك اليوم أزمة غير مسبوقة يجد معها الأداء الاقتصادي لهذا المسلك نفسه في وضع صعب للغاية. ومع ذلك ، فإن هؤلاء الفاعلين الاقتصاديين كانوا يطمحون إلى استخدام الموارد السمكية بطريقة مستدامة وزيادة قيمتها، من خلال تحويل القطاع إلى  محركً رئيسيً للنمو الاقتصادي.. من هنا تفاعل الإتحاد الوطني لصناعات مصبرات الأسماك مع هذه الوضعية.

فالقطاع الذي يوفر 66% من الإنتاج العالمي من "سردين بيلشاردوس والبوم" PilchardusWalbaum ،ويستحوذ على  46% من حصة السوق من مصبرات السردين، يشهد اليوم تآكلًا كبيرًا في أحجامه وهوامشه الصناعية.

وبفضل جهود الوزارة الوصية على القطاع والمهنيين، ساهم هذا المسلك منذ سنة 2009بما يصل إلى 11مليار درهم في الناتج المحلي الإجمالي الوطني، و بنسبة1.2%من القيمة المضافة للإنتاج. و قد تمكن القطاع من الرفع من مساهمته في الاقتصاد من خلال زيادة قيمة الصادرات إلى أزيد من 11% من صادرات المملكة من الزراعات الغذائية.

و بذلك أصبحت صناعة مصبرات الأسماك واحدة من المساهمين الرئيسيين في الحد من البطالة ، حيث توفر ما يقرب من 30ألف منصب شغل مباشر وأزيد من 80ألف منصب شغل غير مباشر على مستوى التراب الوطني.

وعلاوة على التأثيرات السيئة جدا المترتبة عن وباء كوفيد19على المستوى الوطني ، يوجد قطاع صناعة مصبرات السمك في حالة اضطراب ،ويواجه حاليًا العديد من المخاطر والتحديات التي تؤثر منذ أزيد من خمس سنوات على القدرة التنافسية للمقاولات وعلى المسلك ذاته .

إرتباك في سلاسل التموين و ضغط على المادة الأولية

يتأثر الولوج إلى المادة الأولية بشكل حاد بالمنافسة بين مسالك القطاع وبالنقص الهيكلي في المورد. وقد ترتّب هذا الوضع عن الضغط الحاصل منذ سنوات على مخزون السردين في المغرب .

وقد أبان قطاع السردين عن تثمينه الهام للمادة الأولية، و من ثمة فإن مطلب منح الأولوية للولوج إلى المورد أمر طبيعي ومشروع. فالوضع الراهن إنعكس بشكل خطير على تنافسية المصبّرات المغربية من خلال تقييد وصوله إلى أسواق تصدير عالية القيمة.

وبسبب ندرة الموارد ، أصبح الوقع سلبيًا بشكل مضاعف :

فوحدات الإنتاج لا تشتغل بالوتيرة العادية ،مما يقلل من عدد أيام العمل؛

كما أن العقود المبرمة مع الزبناء لا يتم إحترامها ،و هو ما ينعكس سلبا على الموقع الاستراتيجي للمغرب ويقلل من كميات الصادرات التي تبلغ حاليا -25% من حيث الحجم مقارنة بسنة 2020 ، و التي يٌتوقّع أن تصل إلى -40% بحلول نهاية السنة.

أسواق في تراجع

بالإضافة إلى ما ورد، فقد تأثر جزء كبير من السوق تأثرا حادا من حيث القيمة، ما أدى إلى انخفاض الأسعار و نشوء مخاوف لدى الزبناء من حدوث أزمة هيكلية. ذلك أن الأحجام تتناقص ،كما يتم التخلي بشكل متزايد عن الأسواق بسبب عدم توفر المادة الأولية ، وهو ما يحرم الدولة من مبالغ مهمة من العملات الصعبة ومن أيام العمل.

إرتفاع هائل في التكاليف

إلى جانب الإرتفاع الهائل في تكاليف المٌدخلات الصناعية ومشاكل التموين ، إرتفعت منذ أشهر أسعار التكلفة بشكل صاروخي. وهكذا ، اضطرت وحدات المسلك لقبول زيادات كبيرة تؤثر سلباً على هوامشها وتكاليف إنتاجها. فقد إرتفعتأسعار الزيوت النباتية(زيت الصوجا وعباد الشمس وزيت الزيتون) ارتفاعا هائلا تجاوزت نسبه أحيانا 100%. كما شهدت أسعار العبوات المعدنية و التلفيف من الورق المقوى (الكرطون) إرتفاعات متتالية دورية،  غير مسبوقة و غير مخطط لها ،طيلة أشهر ، تولد عنها إضطراب عام ، ليس وسط المصنّعين و حسب، بل و أيضا في أوساط الزبناء.

إن مهنيي  القطاع ، وكذلك أعضاء الإتحاد الوطني لصناعات مصبرات الأسماك ، يلتمسون وضع مخطط للحفاظ على القطاع بالنظر إلى أهميته الاجتماعية والاقتصادية.

لذلك فهم يدعون السلطات العمومية إلى :

تطبيق الحلول وتوصيات العلماء على وجه السرعة بغية الحفاظ على المخزون السمكي ؛

فرض حق الرقابة من لدن الدولة على عمليات الإحتكار والحد من الزيادات في أسعار المواد الأولية التي قد لا يكون لها أي مبرّر؛

تقديم الدعم المالي للمسلك الذي لا يستفيد من أي دعم رغم أهميته الاقتصادية ومساهمته التاريخية في الاستثمار و في خلق فرص الشغل؛

الحصول على أولوية الولوج إلى المواد الأولية ، من أجل قيمة مضافة كبيرة ، وتحديد موقع استراتيجي للمٌنتج المغربي واستدامة المساهمة الاجتماعية والاقتصادية.

*الإتحاد الوطني لصناعات مصبرات الأسماك

اقتصاد